هل تعلمون ما معنى أن الله موجود؟
-معناه أن تذوب همومنا في كنف رحمة الرحيم ومغفرة الغفار.,
ألا يقول لنا ربنا (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً )وأن الضيق يأتي وفي
طياته الفرج فأي بشرى أبعث للاطمئنان آكثر من هذه البشرى
ولأن الله سبحانه.. واحد .. فلن يوجد في الوجود إله آخر ينقض وعده ولن
ننقسم علي أنفسنا ولن تتوزعنا الجهات ولن نتشتت بين ولاء لليمين وولاء
لليسار وتزلف للشرق وتزلف للغرب وتوسل للأغنياء وارتماء علي أعتاب
الأقوياء.. فكل القوة عنده وكل الغني عنده وكل العلم عنده وكل ما نطمح إليه
بين يديه.. والهرب ليس منه بل إليه.. فهو الوطن والحمي والملجأ والمستند
والرصيد والباب والرحاب
===========
--يقول المثل : من حيث انتشر الظلام يأتي النور
-فكل يوم عند الغروب يبدأ الظلام من جهة الشرق اولا ثم ينتشر , لتشرق الشمس صباحا من تلك الجهة كثيرا ماياتي الفرج من حيث بدأ العسر , ويأتي الفرح من حيث جاء الغم والحزن....
-فحزن يعقوب عليه السلام جاء من رؤية قميص يوسف اولا , وفرحه كان ايضا من جهة القميص :
{وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف : 18]
{اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} [يوسف : 93]
-وحزن موسى عليه السلام كان من جهة الماء حين القي في النهر وفرحه كان منها حين فلق الله تعالى له البحر
-وحزن ابراهيم كان من جهة النار حين القوه فيها وفرحه كان منها (قلنا يانار كوني بردا وسلاما )
-وحزن يوسف عليه السلام كان حين القاه اخوته في الجب , لكن هذه كانت الخطوة الاولى في تحقيق حلمه ولو بعد حين (يقال 30 سنة) , وفي واقعة القاء اخوة يوسف لاخيهم في الجب ليخلصوا منه , بينما وضعوه على طريق تحقق احلامه يقول الله تعالى : ( وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
-وفي هذا المعنى يقول الامام علي عليه السلام : يغلب المقدار(المقادير الالهية) على التقدير (البشري) حتى يكون الحتف في التدبير (تدبيرات البشر)
-ملاحظة جديرة بالاهتمام : اليسر آت لامحالة لكن الصبر قد يطول او يقصر (ولنتذكر قصص الانبياء عليهم السلام)
-فينبغي بالانسان المؤمن الثبات والاستمرارية في عمل الصالحات في مختلف الظروف , لاننا كثيرا مانعمل صالحا لكن نواجه عراقيل وعقبات وامور تثبط العزيمة وتبعث اليأس في النفس , كما قال تعالى (حتى اذا استيأس الرسل .. جاءهم نصرنا ) حالة اليأس هذه الحاصلة في النفس يجب ان لاتمنعنا من الاستمرارية في منهاجنا وعملنا الصالح مع الاخرين والى آخر نفس :
وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3}
=======
-كل شيء عندما نخاف منه نهرب منــــه....اٍلا هــــو ,عندما نخـــاف منه نهـــــرب اٍلـــيه.لاننا نعلم انه السلام وفيه السلام والامان..سبحانك سبحانك سبحانك.
-ليس من الغريب ان يحب الفقير الغني والظعيف يحب القوي والسيء يحب المحسن..لكن الاعجب من يحب رعيته ويملك حبهم ويتفظل عليهم بنعمه الظاهرة والباطنة.